كلينتون أكدت مجددا إدانة واشنطن للعنف (الجزيرة)
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون حثت نائب الرئيس المصري عمر سليمان المعين حديثا على محاسبة أولئك المسؤولين عن العنف الذي حدث في القاهرة يوم الأربعاء. في حين دعا السناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس المصري إلى التنحي عن السلطة الآن.
وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي للصحفيين إن كلينتون تحدثت هاتفيا مع سليمان للتشديد على هذا الأمر. وأضاف "هي أكدت مجددا إدانتنا للعنف الذي حدث اليوم (الأربعاء)، وشجعت الحكومة على أن أولئك المسؤولين عن هذا العنف يجب أن يواجهوا محاسبة كاملة".
وقال كراولي "في هذه المرحلة نحن لا نعرف من الذي فعله"، في إشارة إلى العنف. وأوضح أن كلينتون أكدت لسليمان أن عملية الانتقال السلمي للسلطة يجب أن تبدأ الآن.
وهاجم من يوصفون بأنهم مؤيدون للرئيس المصري حسني مبارك بالقنابل الحارقة والعصي -وقد امتطى بعضهم خيولا وجمالا- المحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذين يطالبون برحيل الرئيس بعد أن طلب الجيش الأربعاء من المحتجين أن يعودوا إلى منازلهم.
ورد المحتجون برشق الحجارة وقالوا إن المهاجمين شرطة متنكرون في ملابس مدنية، ونفت وزارة الداخلية هذا الاتهام، ورفضت الحكومة المصرية دعوات دولية تطالب مبارك بأن ينهي الآن حكمه المستمر منذ 30 عاما.
كلينتون أكدت أهمية أن تبدأ عملية الانتقال السلمي للسلطة الآن (الفرنسية)
دعوة
في هذه الأثناء ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن دعا إلى استعادة الهدوء في مصر، وذلك أثناء اتصال هاتفي مع رئيس الأركان المصري الفريق سامي عنان.
وقال النقيب جون كيربي المتحدث باسم مولن إن "رئيس هيئة الأركان شكره على الاتصال المستمر، وجدد رغبته في أن يرى الوضع يعود إلى الهدوء وعبر عن ثقته في قدرة الجيش المصري على توفير الأمن للبلاد داخليا وفي أرجاء منطقة قناة السويس".
مطالبة
من جهته، طالب السناتور الجمهوري جون ماكين الأربعاء الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن الرئاسة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ماكين قوله -بعد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض بحثا خلاله الوضع السياسي المتأزم في مصر- "إنه أمر مؤسف، لكن الوقت حان ليتنحى الرئيس مبارك ويتخلى عن مقاليد الحكم".
وكتب النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا (جنوب غرب) على موقع تويتر "إن هذا الأمر يصب في مصلحة مصر وشعبها وجيشها".
وكان البيت الأبيض شدد موقفه الأربعاء ضد خطط الرئيس المصري حسني مبارك للبقاء في السلطة حتى سبتمبر/أيلول القادم، وقال إن التغيير يجب أن يتم الآن، كما عبر عن هواجس بأن حكومته ربما تحرض على العنف.
ماكين اعتبر أن الوقت قد حان ليتنحى مبارك عن السلطة (رويترز-أرشيف)
وأبلغ روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الأبيض الصحفيين أن واشنطن تريد أن يحدث التغيير الآن، قائلا "الآن تعني الآن". وأضاف أنه إذا كانت الحكومة المصرية حرضت على بعض العنف فإنها يجب عليها أن تتوقف الآن.
وكان الرئيس الأميركي بارك أوباما دعا نظيره المصري حسني مبارك إلى البدء فورا في عملية انتقال سلمي للسلطة، مشيدا بالمظاهرات الاحتجاجية للمصريين وموقف الجيش منها.
مجلس الأمن
وعلى صعيد متصل، قالت السفيرة البرازيلية لدى الأمم المتحدة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي الأربعاء إنه لم يتم توجيه طلب لمجلس الأمن الدولي إلى الآن لمناقشة الوضع المتصاعد في مصر.
وقالت فيوتي -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر- إن أوضاع مصر ليست مطروحة على جدول المناقشات الشهري الذي أعلنته.
وأضافت "أن الرأي حاليا هو أن الوضع الحالي يتم التعامل معه على مستوى وطني، بينما يبقى المجلس مؤسسة الملاذ الأخير".
يذكر أنه من الناحية العملية لا يدرج المجلس اجتماعا على جدول أعماله أو يطرح قضية للمناقشة إلا إذا تقدمت حكومات بطلب في هذا الشأن للمجلس.
وقالت فيوتي إنه لم تتخذ أي حكومة مثل هذه الخطوة.
ومع ذلك فإن المجلس له صلاحية مناقشة القضايا المتعلقة بالسلم والأمن العالمييْن، لكنه عادة لا يلجأ لاتخاذ أي فعل ما لم يطلب أحد أعضائه ذلك.