أزمة ساحل العاج .. فرص سلم أم نذر حرب؟
تلاشت مساعي وفد زعماء مجموعة دول غرب إفريقيا "إيكواس" لفشلهم في إقناع لوران غباغبو بالتخلي عن الرئاسة في ساحل العاج لصالح منافسه الحسن وتارا. الوفد المكون من رؤساء سيراليون وبنين والرأس الأخضر، عاد يجر أذيال الخيبة بعد فشله حتى في دفع وتارا لقبول خيار تقاسم السلطة مع غباغبو.
وقال عارف محمد عارف محامي غباغبو إن " السيد وتارا ما زال يرفض هذا الحل السلمي لاعتقاده أنه نصب من طرف المجتمع الدولي، وهو يستمر بالقول إنه معترف به من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، ولكن هؤلاء لا يمكنهم الحكم مكانه، ولا يمكنهم إرغام شعب ساحل العاج على القبول به".
الإخفاق الدبلوماسي حتى الآن في حلحلة الأزمة، يفسح المجال أمام خيار القوة الذي تلوح به منظمة دول غرب إفريقيا للإطاحة بغباغبو.
وقال باتريك آشي المتحدث باسم الحكومة التي شكلها الحسن وتارا إن مسألة التدخل العسكري إلى ساحل العاج ما زالت مطروحة، معتبرا مشاورات رؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة للدول الأعضاء في "إيكواس" دليلا على ذلك.
لكن غباغبو يبدو الآن أكثر قوة من خصمه وتارا سواء للدعم الذي يتمتع به من قبل الجيش أو من شرائح من شعب ساحل العاج. وبينما يعلو هتاف أنصاره لا يكاد يسمع صوت لأنصار وتارا المعزول في أحد الفنادق رغم الدعم الدولي.
غباغبو وفي استعراض واضح لقوته وشعبيته حاصر حشد من أنصاره قوة تابعة للأمم المتحدة غير المرغوب فيها في ساحل العاج. ولم يُفَك هذا الحصار إلا بتدخل قيادة الجيش التي أفسحت لهم الطريق وسط الحشود الغاضبة.
الحادثة وقعت بعد مغادرة وفد رؤساء منظمة دول غرب إفريقيا، الذين يخططون للعودة إلى ساحل العاج الأسبوع المقبل، أملا في إقناع طرفي النزاع بتقاسم السلطة لتجنيب البلاد شبح حرب أهلية أخرى