مظاهرة تضامن في تونس العاصمة بعد مقتل شاب في اشتباكات مع الشرطة
اتسع نطاق احتجاجات الشباب التونسيين ضد البطالة ليمتد إلى العاصمة تونس، حيث تظاهر يوم السبت 25 ديسمبر/كانون الاول وسط المدينة المئات من المواطنين في مسيرة سلمية للتعبير عن تضامنهم مع أهالي محافظة سيدي بوزيد، التي شهدت مظاهرات احتجاجية تخللتها اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن قتيل وعدد من الجرحى.
وانطلقت المظاهرة، التي شارك فيها نقابيون وحقوقيون وطلبة، من أمام مقر الاتحاد التونسي للعمل، وجابت شارع المنجي سليم. ورفع المتظاهرون شعارات "عار عار يا حكومة الأسعار شعلت نار" و"الشغل استحقاق" و"لا لا للاستبداد" و"الحرية كرامة وطنية". كما ألقى قياديون نقابيون كلمات أمام المحتجين طالبوا فيها بحق الشبان الحاصلين على شهادات في عمل كريم يكفل حياتهم.
وكانت مصادر نقابية في تونس قد اعلنت عن مقتل شخص واحد واصابة ما لا يقل عن 10 آخرين بجروح في مواجهات اندلعت يوم الجمعة 24 ديسمبر/كانون الاول بين متظاهرين والشرطة في مدينة منزل بوزيان.
وقالت المصادر ان حوالي الفين من الشباب العاطلين عن العمل نزلوا الى شوارع المدينة في مظاهرة سلمية تحولت الى اشتباكات عنيفة مع الشرطة. وهاجم المحتجون مراكز للشرطة التي ردت باطلاق النار.
وافادت وكالة "فرانس بريس" للانباء نقلا عن محمد فاضل المسؤول بنقابة التعليم الثانوي التونسية بأن القتيل البالغ من العمر 18 عاما والجرحى اصيبوا بالرصاص. بدورها أكدت وزارة الداخلية مقتل شخص وإصابة اثنين من بين اولئك الذين "هاجموا" رجال الشرطة، وإصابة عدد من رجال الأمن، اثنان منهم في غيبوبة. وفور اندلاع الاشتباكات ارسلت الشرطة تعزيزات من سيدي بوزيد حاصرت مدينة منزل بوزيان ومنعت الدخول والخروج منها.
وتشهد ولاية سيدي بوزيد اضطرابات اجتماعية منذ مطلع الاسبوع الجاري، وذلك بعد محاولة انتحار حرقا احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردية وتفشي البطالة والتهميش أقدم عليها جامعي تونسي كان يعمل بائعا متجولا احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربته.
وأصيب الشاب بحروق وهو يرقد في المستشفى قرب العاصمة تونس.
هذا وكان كمال بن يونس رئيس تحرير مجلة الدراسات الدولية قد اكد في وقت سابق لـ"روسيا اليوم" عودة الهدوء الى سيدي بوزيد بعد عدة ايام من الاشتباكات. وذكرت وكالة "فرانس بريس" نقلا عن مصادر امنية ان التوتر تراجع في سيدي بوزيد بعد الافراج عن عدد كبير من المتظاهرين الذين احتجزتهم اجهزة الامن يومي السبت والاحد الماضيين.
وذكرت نقابات وأحزاب معارضة أن معدل البطالة مرتفع في محافظة سيدي بوزيد، التي يعيش أغلب سكانها على الزراعة، خاصة بين خريجي الجامعات وحملة الشهادات العالية، وأنه يتجاوز المعدل العام للبطالة في البلاد المقدر بـ 13 %.