اقرأ
وأشار الشيخ القرضاوي إلى أول ما نزل من القرآن: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق:1) ، و"ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" (القلم:1)، ودلالة ذلك الواضحة على حث الإسلام على القراءة والكتابة.
وأكد أن القلم في عصرنا قد تطور إلى المطبعة الحديثة فهي قلم هذا العصر، ثم صار الكمبيوتر هو القلم، مشيرا إلى أن القلم هو أداة نقل العلم.. لذلك كان حول النبي عدد من الكتاب هم كتاب الوحي؛ شاهدان.. شاهد الحفظ يحفظ في الصدور وشاهد يكتب في السطور..
وقال إنه من العجيب أن محمدا الذي عرف بالنبي الأمي؛ كان مع هذا أول من شجع على محو الأمية، ففي بدر أسر المسلمون 70 شخصا وكان كثير منهم يعرف الكتابة، والعرب الذين كانوا يعرفون الكتابة كانوا قليلين، فانتهز النبي الفرصة فمن لا يريد دفع الفدية بالمال يطلب منه أن يعلم 10 من أولاد المسلمين الكتابة، وممن تعلم من هذا صبيان الأنصار بالذات ومنهم زيد. قال زيد: كنت ممن تعلم وحذق، وكان من كتاب الوحي وممن كتب مصحف عثمان.. فأول من دعا لمحو الأمية هو النبي.. فالعلم عند المسلمين دين، وكان الدين عندهم عملا، ولم يكن عند المسلمين صراع بين الدين والعلم.
ولفت فضيلته إلى أهمية الاهتمام باللغة العربية، بقوله: العربية التي يهرب منها كثيرون كانت هي لغة العلم في العالم، حيث ترجم المسلمون علوم الأوائل، مذكرا بأعلام الحضارة الإسلامية من العلماء الموسوعيين، مثل ابن رشد الذي يرجع الى فتواه في الطب كما في علوم الدين.
وقال: هكذا كانت أمتنا.. الدين علم والعلم دين.. فرض على الأمة أن تمحو أميتها وعار على أمة محمد أن يظل فيها مئات الملايين من الأميين والأميات.
ولفت الشيخ القرضاوي إلى خطأ بعض العلماء الذين قالوا إن العلم الذي مدحه القرآن هو علم الدين وحده، وبين أن هذا فهم غير صحيح؛ فالقرآن مدح العلم بصفة عامة " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (الزمر:9) لا يستويان.. وسنن الله في الكائنات كانت هي العلوم الطبيعية.
واختتم خطبته بالقول: أقول أمتنا أمة العلم.. تفوقت بالعلم على الأمم.. تتعبد لله تعالى بالعلم وترحل وتستمر بالعلم، لافتا إلى قوله تعالى " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه:114) وهي الزيادة الوحيدة التي طلبها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحرص الصحابة الكرام على طلب العلم حتى آخر حياتهم.