أفرجت السلطات المصرية عن مدير مكتب قناة الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد والصحفيين أحمد يوسف ومحمد فاوي، في حين أبقت على الصحفي أسامة عبد العزيز حسان رهن الاعتقال، وذلك في خضم موجة الاعتقالات التي تستهدف الصحفيين الذين يغطون المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك.
وكانت السلطات المصرية اعتقلت أمس الصحفيين عبد الفتاح فايد وأحمد يوسف، وأوقفت محمد فاوي اليوم في مطار القاهرة قبل أن تسمح له في وقت لاحق بالعودة إلى الدوحة للالتحاق بعمله.
وتشكل تلك الاعتقالات حلقة جديدة في سلسلة تضييقات قامت بها السلطات المصرية في حق شبكة الجزيرة بدأت يوم الأحد الماضي بإغلاق مكتب القناة في القاهرة.
وتطورت تلك التضييقات إلى درجة إقدام وزارة الإعلام المصرية في اليوم ذاته على منع بث قناة الجزيرة على قمر نايل سايت المملوك للحكومة المصرية.
وبعد ذلك بأقل من 24 ساعة أوقفت قوات الأمن المصرية ستة من صحفيي الجزيرة الإنجليزية فترة وجيزة بالقاهرة قبل أن تطلق سراحهم وتصادر كاميرا كانت معهم.
وفي خطوة مثيرة للدهشة قام ما يعرفون بالبلطجية في وقت لاحق باقتحام مكتب قناة الجزيرة في القاهرة وتدمير محتوياته.
وتأتي تلك التطورات في وقت تصاعدت فيه موجة الاعتقالات والقمع للصحفيين في مصر التي تشهد منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي مظاهرات عارمة ضد الرئيس حسني مبارك.
واستنكر المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع تصرف الحكومة المصرية إزاء وسائل الإعلام، وقال في اتصال مع الجزيرة إن لجنة تحقيق سترسل إلى القاهرة قبل يوم الاثنين، وإن كل من تورط في الاعتداء على الصحفيين في مصر سيلاحق.
وقال مناع إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان لديها هويات رجال أمن ومن يسمون بلطجية متورطين في الاعتداء على صحفيين، مؤكدا أن السلطات المصرية اعتدت على عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين خلال الفترة الأخيرة.
واعتبر أن "ما آلم السلطات هو أن الصحفي كان يقدم عناصر الجريمة ضد المصريين للعالم ويوثقها بالصوت والصورة"، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما خصص بدوره حيزا للحديث عن القمع الذي مورس ضد الإعلاميين في مصر ووصفه بأنه أمر غير مقبول