محمد البرادعي يتوسط عمر سليمان (يمين) وعمرو موسى
أشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن الثورة الشعبية الملتهبة والمتصاعدة والمستمرة على الساحة المصرية تعطي مؤشرات كبيرة على أن البرادعي يقترب رويدا رويدا من تولي منصب الرئيس الانتقالي في البلاد، ولم تستثن كلا من عمر سليمان وعمرو موسى.
وأوضحت أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أو رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي كان عصر أمس قاب قوسين أو أدنى من تولي دفة الرئاسة في مصر كرئيس انتقالي.
وأشارت إلى لقاءات متعددة أجراها البرادعي مع سفراء ومسؤوليين على المستويين الخارجي والداخلي وإلى تصريحات متعددة أخرى أدلى بها لوسائل الإعلام، في ظل تصاعد الثورة الشعبية المصرية في القاهرة وفي جميع أنحاء البلاد، والتي ظهر فيها البرادعي يحمل مكبرا للصوت ويخاطب الجماهير ويهتف مع الثائرين المطالبين بإسقاط نظام مبارك ورحيله عن سدة الحكم والبلاد هو ونظامه بالكامل.
وأشارت إلى أن البرادعي يعتبر أحد قادة الثورة الشعبية الملتهبة في مصر وأنه يقود أحد الأحزاب المعارضة ضد نظام مبارك، ونسبت إليه القول الثلاثاء تعليقا على خطاب الرئيس حسني مبارك "إن الرئيس مبارك أخفق في تلبية مطالب المحتجين، وإن تعهده بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى هو مجرد خدعة"، مضيفا أن خطاب مبارك هو بمثابة احتقار للشعب المصري الثائر وأنه يزيد الطين بلة.
"
موسى يتمتع بشعبية في مصر، لكنه كان متحدثا رسميا باسم أكثر الحكام دكتاتورية في العالم العربي والذين باتت عروشهم وأنظمة حكمهم قيد الاستجواب الشعبي الثائر والملتهب
"
إسقاط مبارك
وأما بشأن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان الذي عينه مبارك أخيرا نائبا للرئيس برغم عدم قبول المعارضة به وبكل نظام مبارك، فيقول البرادعي إنه يمكن لسليمان تولي فترة رئاسة انتقاليه موقتة، ريثما يتم ترتيب أوضاع البلاد وإطفاء نيران الثورة الشعبية الملتهبة من خلال تحقق مطالبها المختلفة وأولها إسقاط نظام مبارك بالكامل.
كما اقترح البرادعي تشكيل مجلس ثلاثي رئاسي لإدارة البلاد، يكون أحد أعضائه من الجيش، وذلك للإشراف على انتقال السلطة فورا من نظام مبارك إلى نظام جديد يختاره الثائرون الشعبيون في البلاد.
كما قالت ديلي تلغراف إن البرادعي أجرى لقاءات تنسيقية مع جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" في البلاد ومع جهات وأحزاب معارضة أخرى متعددة.
وأما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فقالت الصحيفة إنه بدأ يقامر بمنصبه ويظهر استعداده لتولي منصب الرئاسة في مصر خلفا لمبارك، معلنا أنه لن يواصل عمله في منصبه الحالي الذي ينتهي في غضون شهرين.
وأوضح موسى أنه ينتظر ما تحمله الأيام والأسابيع القادمة كي يؤكد نيته خوض الانتخابات الرئاسية من عدمه.
وقالت ديلي تلغراف إن موسى يتمتع بشعبية في مصر، لكنه كان متحدثا رسميا باسم أكثر الحكام دكتاتورية في العالم العربي والذين باتت عروشهم وأنظمة حكمهم قيد الاستجواب الشعبي الملتهب.