موضوع: الفصل الاول من القصه الصف الثالث الاعدادي الإثنين نوفمبر 29, 2010 5:16 am
ــ دعـــــاءٌ
- صعد المؤذن على المئذنةوخرج إلى شرفتها، ورفع صوته الجميل بالتوسل إلىالله أن يجمع كلمة العرب، ليتمكّنوامن القضاء على الفرنج الذين اغتصبوا أجزاءً منالشام.
- ورفعت (شجرة الدر)كفيها تدعو الله أن يجيب دعاء المؤمنين، وأن ينتقم من الطغاة الظالمينوكانت واقفةًفى شرفةالقصر، فلما انتهى المؤذن دخلت القصر، وأدّت الصلاة، ثم جلست على أريكتها،وسرحت بخيالها إلى مصرالجميلة وشعبها الكريم، وقالت فى نفسها: إن من يملك مصريستطيع أن يفعل الكثير، فمصر قوةٌ هائلةٌ بشعبهاوجيشها مع جيش الشام وتستطيع أنتصد الفرنج وتهزم التتار ولكن كيف السبيل إلىحكم مصر وهناك عقبات كثيرة منها: ( أ ) (سوداء بنت الفقيه) زوجة السلطان (الكامل) حاكم مصر الذى حرضتهعلى خلع ابنه (نجم الدين)من ولاية العهد وإبعاده واليًا لبعض الثّغور وتعيين ابنها (سيف الدين) وليا للعهد مع أنه الأصغر. (ب) التتار الذين يكتسحون البلاد العربية. (جـ) وكذلكالروم بجيوشهم الكثيرة. ( د ) وأمراء بنى أيوب المتنازعون ـ نعم العقبات كثيرةٌولكن الأمل غال يستحقّأن نضحّى فى سبيله.
- وبينما هى غارقةٌ فى أفكارهاسمعت صوتًا يناديها لتذهب إلى زوجها (نجم الدين)فأسرعت إليه، وجلسا يتحدثان،وأخبرته بأملها فى حكم مصر، وفى العقبات التى تقف فى طريقها فقاللها: هناك عقبةٌمهمةٌ وهىالحاجة إلى جيش قوى نواجه به الأعداء ونحقّق به الآمال، فقالت له: أنسيتقومى الخوارزمية؟ إنهممحاربون أقوياء، وسأعمل على تقوية علاقتك بهم ليساعدوك فىوقت الحاجة فشكرها وقاللها: إنك خير عون لى فى هذه الحياة.
2 ــمفـــاجـــأة
- قامت (شجرة الدر) بتقوية العلاقة بين زوجها (نجم الدين) وقومها (الخوارزمية)وبينما هو منهمك فى مواجهة أعدائه على حدود الشام فوجئ بخبروفاة أبيه (الكامل) فى12 من رجب سنة 635هـ ـ واتفاق الأمراء على ما يأتى: (1) تولية (سيف الدين بن سوداء) ملك مصر والشام باسم (العادل). (2) ينوب عنه فى (دمشق) ابنعمه (الجواد مظفر الدين). (3) يبقى (نجم الدين) كما هو أميرًا علىالثغور بالشرق.
وكان هذا الخبر مفاجأةً لنجم الدين كأنه صاعقة؛ لفقده ملكمصر، ولما سيحدث للدولةالواسعة من تفرقٍ وانقسامٍ بين الأمراء الأيوبيين منتهزينضعف الملك الجديد وضعفالإدارة التى ستعاونه. فجعل يستعرض جيشه الذى لا يقدر علىمواجهة هذه الأخطار، ولمينس عدوه اللدود (بدر الدين لؤلؤ) أمير الموصل ولا غيره منكل الطامعين ـ ولما ضاقصدره بهذه الأفكار استشار (شجرة الدر) فى الموقف وأخبرهابعزمه على الانسحاب من حصاره مدينة (الرُّحْبة)وهى من ثغور الشام ليتفرغ للموقفالخطر فوافقته قائلةً: (خيرًا تصنع)، وفى أستارالظلام انسحب بجنوده من الرحبة. ولكنه فوجئبرجالٍ مسلحين يطاردونه، وعلم أنهم من (الخوارزميين) الذين اختلفوا معهبسبب مطامعهم فأفلت منهمولجأ إلى قلعة (سنجار) ولكن (بدر الدين لؤلؤ) أسرع بحصارهامهددًا (نجم الدين وشجرةالدر) بالقبض عليهما ــ وهنا ظهرت شجرة الدر بفكرتها التىأنقذت الموقف حيث طلبتاستدعاء القاضى (بدر الدين الرزرازى) قاضى (سنجار) وأمرتهبحلق لحيته وبإنزالهبالحبال من أسوار القلعة وأعطته كتابًا إلى قومها (الخوارزمية) تطلب منهم المساعدةالعسكرية فهم أهلها ومعقد آمالها؛ فأسرعوا بنجدتها وحاصروا جيوش (بدر الدين) ففر بجيشهكما ذهب بعض (الخوارزمية) إلى (آمد) ليخلصوها من (غياث الدينالرومى) وينقذوا (تورانشاه) بن نجم الدين من الحصار.
3- بسمةأمل
- بعد أن تحقق لنجم الدين الانتصار على (بدر الدين لؤلؤ) وعلى (غياثالدين الرومى) وتم إنقاذابنه (توران شاه) من الحصار انتقل إلى حصن (كيفا على حدودالتركستان)، وبدأ يفكرفى أفضل الطرق للوصول إلى عرش مصر. - ولم يكن لديه أخبار عنمصر ولا عن أنصاره هناكفكان فى قلق شديد. - ولما اشتد به القلق خرج إلى شرفة منشرفات الحصن، وشجرة الدر بجانبه تحاول التخفيفعنه، فجاءه أحد الخدم يستأذن لتاجرقادم من القاهرة اسمه (أبو بكر القماش) فأذن له،وقدم له التاجر دينارًا جديدًامضروبًا باسم الملك (العادل سيف الدين ملك مصروالشام واليمن) فجعل نجم الدين يسألهعن أحوال مصر وعن أحوال الأمراء والقواد والملك،فحكى له ما حدث من احتفال بالملكالجديد والتفاف الفاسدين والطامعين حوله،وانغماسه فى اللهو والشراب والنساء،واعتقاله الشرفاء والناصحين وفى مقدمتهم الأمير(فخر الدين بن شيخ الشيوخ). - كما أخبره (القماش) باتفاق الملك العادل مع (الجواد) نائب دمشق علىأن يعطيه (الشوبك)والإسكندرية ــ وقليوب، وعشر قرى من قرى الجيزة فى مقابل أن ينزل لداودصاحب الكرك عن (دمشق)وزيادةً فى الخديعة طلب منه أن يسرع إلى قلعة الجبل بمصرليكون بجانبه يعمل برأيه فهو محتاج إليه. ولكن(الجواد) لم ينخدع بذلك، وفكر فى أنيستعين بنجم الدين. - وبينما أبوبكر يتحدث مع نجم الدين إذا برسول أقبل من عند (الجواد) برسالة يطلبفيها من نجم الدين أن يعاونه فعرض الرسالة على (شجرة الدر) التى أعلنت موافقتها علىما عرضه الجواد من مقايضته (دمشق) يأخذها نجم الدين مقابلحصن (كيفا) و(سنجار)يأخذهما (الجواد) وقد أسرع نجم الدين بالموافقة فاشتد سرور أبىبكر القماش وقال: (صفقةرابحة يا مولاى) وقالت (شجرة الدر): (زاد الأمل إشراقًا يامولاى ــ فليس بعد دمشقسوى مصر؛ فالمسافة تستغرق ثمانية عشر يومًا بالسيرالبطىء).
قال نجم الدين: والعوائق يا شجرة الدر؟ قالت: لا شىء يقف أمامعزمات نجم الدين. قال أبوبكر: أخشى أن يفكر (الجواد) فى الأمر مرةً أخرى فيرجععن رأيه. فأجابه نجم الدين:لن نترك له فرصةً للتفكير ــ أما أنت يا أبا بكر فارجعإلى مصر ونفذ تعليماتى بتهيئة الجو لدخولى مصرواجمع الأمراء الداعين إلى الإصلاحوبلغ تحياتى إلى (فخر الدين بن شيخ الشيوخ)المعتقل بقلعة الجبل. وبشره بقرب الخلاصمن الظلم ـ وعلم الناس فى (دمشق) بالخبر فسعدوابقدوم نجم الدين الذى دخلها فى أولجمادى عام 636 هـ ومعه (شجرة الدر) فى هودجهاسعيدةً بتحقيق آمالها.
4 ــعقبة فى طريقالأمل
- استقر نجم الدين وشجرة الدر فى (دمشق) وقد سعدابذلك ولكنهما كانايفكران فى الوصول إلى مصر وكيف يتغلبان على مكر الأمراءالأيوبيين وخبث الفرنجة المتعصبين، وتدبير(سوداء بنت الفقيه) وكيد أتباعهاالمنتشرين فى كل مكان.
ولكن (شجرة الدر) كانت تثق فى توفيق الله وعزيمةزوجها (نجم الدين)لإزالة تلك العقبات فشكرها نجم الدين على حلاوة كلامها وثقتهافيه. وبينما هما يتحدثانجاء الحارس يعلن وصول (مجير الدين ــ وتقى الدين) عمى نجمالدين اللذين فرا من مصرومن شر العادل طالبين من نجم الدين تخليص أرض مصر الطاهرةمنه ومن حاشيته الفاسدة.
- فكر (نجم الدين) فيما سمع واقتنع، فهو يعرف أنمصر قوة عظيمة يستطيع أنيضرب بها الفرنجة الضربة القاضية؛ فهو لا ينسى جرائمهم فىدمياط وأخذه أسيرًا حينهاجموها فى عهد والده الكامل سنة 615 هـ ــ كما لا ينسىرغبة (شجرة الدر) فى القضاء عليهم بسبب ما فعلوهفى قومها من قبل.
لذلك أرسليطلب معاونة عمه الصالح إسماعيل ليساعده فى دخول مصر ولم ينتظروصوله فسار حتى بلغ (نابلس)فاستولى عليها وانتظر حتى يصل. ولكن قبل أن يصل كتابه إلى عمه إسماعيل كانت (ورد المنى ونور الصباح)قد أبلغتا (إسماعيل) باتفاق نجم الدين والجواد، وتحذيره منخطر ذلك عليه، فردعليهما يحثهما على نشر الفرقة بين جنود نجم الدين، وقامتا بذلكواتصلتا (بمجير الدينوتقى الدين) لتحذيرهما من أطماع (شجرة الدر)، فانخدع الرجلانبذلك وعاونا فى إشاعةالفرقة بين أتباع نجم الدين ــ وفى أثناء ذلك جاءت الأنباءبهجوم (إسماعيل) على(دمشق) وحصار (المغيث بن نجم الدين) الذى كان حاكمًا لها ــواستشار (نجم الدين)عميه (مجير الدين وتقى الدين) فى الموقف فأشارا عليه بالذهابإلى دمشق ليؤدب عمهإسماعيل وجنوده ــ وكانت (شجرة الدر) ترى الاستمرار فى التقدمإلى مصر ــ ولكن (مجيرالدين وتقى الدين) أخذا أتباعهما واتجها إلى دمشق وتركوا نجمالدين وليس معه سوى شجرةالدر وأتباعه.. وقالت (شجرة الدر) لنجم الدين: كل الأمراءحاقدونعليك ولن ينفعك سوىتكوين جيش من غلمانك الذين تنشئهم على طاعتك فوافقهاولكن سألها: كيف نخرج من مأزق اليوم؟
قالت: الأمل فى (داود) صاحب الكرك فهوفى حاجة إلينا لنعاونه على أن يأخذ دمشق فيردالجميل بمساعدتنا. وأسرع نجم الدينبإرسال هذا العرض إلى داود فورًا.
5 ــ خدعة ومكيدة
- ترك (داود) مصر لعدمرضاه عن (العادل) وجاء إلى (الكرك) وأرسل إلى نجم الدين فماذا يريد منه؟وبينما نجم الدين يفكرفى ذلك جاءه (عماد الدين بن موسك ــ وسنقر الحلبى) وقدماإليه التحية والتعظيم فسألهما عن (داود) فأخبراهأنه فى قلعة (الكرك) كارهًا للعادلوفساد حاشيته، ويريد أن يفتح معك صفحةً جديدة. - ففكر نجم الدين طويلاً فىانقلاب داود من العدو اللدود إلى الصديق الحميموأحس رائحة الخيانة فى الأمر،وبينما هو يتحدث مع شجرة الدر فى هذا الموقف إذابأشباح تتحرك من بعيد، وإذابالأصوات ترتفع داعيةً إلى مواجهة الفرنج المهاجمين، فطارد الفرسانهذه الأشباح حتىاختفت فىالصحراء واختفى الجنود وراءها. - وتساءل (نجم الدين وشجرة الدر) فىدهشة عما حدث، وأظهر شكه فى أن يكون ذلك أمرًامدبرًا لإبعاد جنوده عنه وصدق ظنهحيث وجد أمامه (عماد الدين ــ ومساعده) يطلبانمنه هو وشجرة الدر ركوب بغلتينللقيام بزيارة لمريض حتى ينالا الثواب، فالمرءيثاب رغم أنفه ــ وسار الركب حتىاختفوا فى الظلام.
- ولما علم (العادل) بنجاح خطته فرح هو وأمه (سوداء) وأتباعه من أهل مصر وطلبمن (داود) إرسال نجم الدين مقيدًا إليه فى مصر نظيرأربعمائه دينار وملك دمشق بينما اجتمع (أبو بكرالقماش) وأعوانه الإصلاحيون فى داربحارة (برجوان) بالقاهرة للبحث عن حل لهذهالمأساة.
6 ــ الفرج
- ظل نجم الدين وشجرة الدر فى سجن داود بالكرك تحت سيطرة الحراسالقساة، وكانت شجرةالدر تواسيهوتقول له: إن الله دائمًا يعاونك، وإن داود يطيل سجنك لينال ثمنًاغاليًا للإفراج عنك ــوبعد سبعة أشهر بعث داود إلى نجم الدين يعده بإطلاق سراحهوالسير معه إلى مصر بشرطأن يأخذ ثمنًا لذلك (دمشق ــ وحلب ــ والجزيرة ــ والموصلــ وديار بكر ــ ونصفديار مصر ــ ونصف ما فى الخزائن من المال ــ ونصف ما عنده منالخيل والثياب وغيرها)ــ وكاد نجم الدين يرفض هذه الشروط القاسية لكنه تذكر نصيحةشجرة الدر له بأن يقبلكل الشروط، فوافق ــ ولما علمت (ورد المنى ونور الصباح) بهذاالاتفاق اشتد بهماالفزع؛ خوفًا من شجرة الدر التى علمت بتدبيرهما ضدها وضد نجمالدين، فأسرعتا بالكتابةإلى (سوداء بنت الفقيه) لإعلامها بما حدث. - فثارتوجمعت القواد وصاحت فيهم غاضبةً أرأيتم؟ اتفق داود ونجم الدين علىالتعاون ضد (العادل) وقدنصحتكم بإبقائه فى مصر حتى نتمكن من نجم الدين. ولكن لن ينجو داود ولانجم الدين، بينهما وبينمصر ما بين السماء والأرض وسوف أضعهما بين فكى الأسد،بمحاصرتهما بين جيش العادل من مصر وجيش الصالحإسماعيل الزاحف من دمشق ــ وبادرتبإرسال كتاب إلى الصالح إسماعيل فأسرعبالاستعداد لتنفيذ الخطة.
7 ــانتفاضةالشعب - فرح دعاة الإصلاح بنجاة (نجم الدين)، واجتمعوا فى دار (القماش) لتنظيم دخوله مصروالتغلب على مكر (سوداء) واتفقوا على إشعال ثورة عنيفة فى مصر حينيخرج (العادل) لمواجهة(نجم الدين) حتى يضطر إلى العودة سريعًا خوفًا من الثورة،ودعوا الناس إلى خلع(العادل) وتولية من يصلح واتفقوا على إرسال بعض الأمراء إلىنجم الدين يحثونه علىالإسراع بدخوله مصر ويبشرونه بحب الشعب المصرى العظيم له فهوشعب أصيل يصبر ولكنه لايسكت عن حقه.
- وأسرع نجم الدين فى الطريق إلى مصرومعه (القماش) وأمراء المماليك و(داود) صاحبالكرك الذى يفكر فى الثمن الذى يظن أنهسيقبضه حين يبلغ مصر وهودج شجرة الدر يهتزمعلنًا الفرحة حتى دخل الموكب بين(العريش والعباسة) من شرق مصر فقابلهم الشعب بالترحيب حتى نزلوا(بلبيس) فى محافظةالشرقيةالآن. - وكانت هناك معسكرات الجيش المصرى تستقبل نجم الدين الذى وجد أخاه (العادل) مقيدًا فى إحدىالخيام فقال: هذا جزاء الظالمين. ؟ وأمر بالرحيل إلىالقاهرة حيث دخلها بين الأفراح والترحيب، وشجرةالدر تود القبض على (سوداء) لتلقىجزاءها.
8 ــ العهد الجديد
- منذ تولى (الصالح نجم الدين) حكممصر عمل على إصلاح أحوالها وتطهيرها من الفسادالذى انتشر فيها أيام أخيه (العادل)وأمر بالإفراج عن المعتقلين الشرفاء وعلى رأسهم (فخر الدين بن شيخالشيوخ).
- أما (شجرة الدر) فكانت سعيدةً بنجاح زوجها فى خدمة شعبه الذىاستقبله بسرور، فقاللها: كثير منهم غير مخلصين فى هذا الترحيب فهم يترقبون فرصةًللخروج علينا. - ولنتهدأ البلاد إلا بالتخلص من الفرنج. - والتطلع إلى السلطة يغرىالجاهلين بالمظاهرالبراقة، ولست أدرى كيف أجمع حولى قلوب المخلصين؟
- قالتشجرة الدر:قلت لك رأيى قبل ذلك يا مولاى وهو: (1) أن تنشئ جيشًا من المماليكالذين تربيهم على طاعتك والإخلاص لك. (2) وأن تبنى قلعةً جديدة فى روضة المنيليحوطها النيل ويحميها وتلتف حولها المناظرالخلابة بدلاً من قلعة صلاح الدين التىفوق الجبل والحياة فيها مملة ــ وليس حولهاموانع تحميها. - سعد نجم الدين بآراءشجرة الدر وقال لها: انت خبيرة بالقلاع والحصون.قالت: وخبيرة بالقلوب يامولاى.
- فأشفقت عليه من الحوار وطلبت منه أن يؤجل ذلك لوقت آخر ويذهبليستريح. فقال لها: وهليميل المصلحون إلى الراحة؟ ثم قال: أريد أن أطمئن أولاً علىأموال الدولة. ودعاالوزير ومعين الدين بن شيخ الشيوخ ليحضرا ومعهما السلطانالمخلوع (العادل) ليسأله عما أضاع من أموالالشعب وما نهب من خيراته ــ فعلم أنالخزانة خاوية ولم يبق فيها غير دينار واحد،وجعل يؤنبه على هذا الفساد والتبذير.- وفى أثناء ذلك كان الجنود ينفذون أوامره بمهاجمة منازل الحاشيةوالمسئولين الذىنهبوا المالومصادرة ما يجدون فيها من أموال.
- وبات ليلته هادئًا مرتاحالبال؛ لأنه اطمأن على المال، وقطع بقية الليلفى بحث شئون الدولة مع وزيره المختص.وشجرة الدر على علم بما يدور. وقام (أبو بكر القماش) بنقل كل مايدور بين الناس،يبلغه إلىنجم الدين، وذات يوم أقبل عليه بخبر القبض على بعض الأمراء الذين يتآمرونمع الأمير داود كما تمالقبض على (سوداء) عنده، وعلى (ورد المنى ونور الصباح)وغيرهما؛ فاهتز نجم الدين غاضبًا وأمر بالقبض على (داود) وجميعالأمراء فقالت شجرةالدر له:مهلاً يا مولاى. ليس القبض على الجميع حتى لا تتشعب الأمور بل نقبض علىبعض الأمراء ويبعث مولاىإلى (داود) من يوهمه بأنه سيقبض عليه فيرحل هاربًا إلىالكرك فيكفينا شره وحينذاك يفرغ مولاى إلىالأمراء ويأخذهم واحدًا واحدًا، فنحنلازلنا فى أول الطريق.