السلام عليكم ورحمة الله وبركااته ..
أحببت أن أضع بين أيديكم اليوم قراءه من خلال نظرتي المتواضعه جدا على القصيده التي آثر صاحبها ان يلبي دعوتي بشرحهاا ..وهي قصيدة :
~..~ تعبت ~..~ للشاعر أحمد الخالدي ..
بداية نحن هنا أمام قصيده جميله جداا ورائعه رغم حزنها الشديد ..
فقد كتب الشاعر هذه القصيده بحالة من الحزن الواضح من دنياه التي أعطاها بكل مافيه ولم ترد له المعرووف ..فقد جعلنا ندرك قسوة ونكران الأيام التي انهكت شاعرنا ..
الشاعرهنا بدأ أبياته بلوم نفسه وأستمر على نفس السياق بمعظم أبيات القصيده ..
حالة الشاعر حزينه جداا وعندما يصل الانسان الى اللوم للنفس ومحاولة تعذيبها بالكلمات التي ربما من وجهة نظره محاوله للتخفيف من أعباءهاا
لتزيح عنها الهموم .. يصل الى درجة إثقال نفسه بأعبااء اكبر وتذكر اخطااءه والآمه ..دون ان يشعر بان هذا من تعذيب الذاات ..والقسوه ربما على مشاعره
بالنسبه لي شخصياا اسلوب أعتبره جميل جدا في بعض الحالات لأن النفس اللوامه من صفات المسلم ولأن الانسان عندما يلوم نفسه تجده يحسن من اخطاءه المستقبليه ..فتكون الرؤيه عنده واضحه أكثر لكثير من الأمور..
تعبت أقول في نفسي عن أخذ الثار ياعيب الشوم
وأنا من طيبتي مبغى تذوقين الذي ذقته
بدا الابيات بكلمة تعبت .. وهي كلمه متعبه بحد ذاتها
فنجد هنا ان شاعرنا الثائر على نفسه وجد بين طيات شخصيته صفه جميله وهي الطيبه ..التي جعلته ينصح نصيحه لتجنب من يحاورها في هذه القصيده لكل آلامه وماذاقه من هموم
فقد انصف الشاعر هنا نفسه .. بكل الحب والاحترام ..لذاته
تعبت أقول في نفسي أبو مبارك كبير القوم
وأشوف الوقت ماينزل كبير القوم منزلته
الفخر هو الصفه الطاغيه على هذا البيت .. فقد افتخر بمنزلته الرفيعه عند اهله وبين قومه .. ولكنه وضع الوقت موضع اتهام في عدم انصافه للكبير وإنزاله للمنزله التي تليق به ..
تعبت أقول في نفسي ياوقتي ليه أنا مظلوم؟
وأنا اللي لو يبي نصره ضعيف الناس ناصرته
تعبت أقول في نفسي يانفسي ماجرى مقسوم؟
وأنا اللي لو يناظرني وسيع العلم حاججته
تعبت أقول في نفسي ولو طالت يجيها يوم
وأشوف الحظ لازمها وأنا عايش بمهزلته
الشاعر في هذه الابيات يصف إيجابيات عاليه جداا ورائعه في شخصيته التي يستطيع من خلالها منازلة ومناقشة الذين يفوقونه علما ومقدره ..حيث ان ثقته بنفسه اكبر من الجميع ..ومقدرته القويه على المجابهه في كل المجالات .. اكبر بكثير من توقعات من حوله ..
تعبت أقول في نفسي وليه البعض بدون هدوم؟
وأشوف البعض أيامه من ألآمه ملبسته
من خلال مطالعاتي للقصائد الشعبيه .. أجد ان هناك ابياتا نقرأها لاتنسى أبدا
وتكتب بمااء الذهب لتصبح عن قصيده كامله بوجود الحكمه والجمال الوصفي فيهاا
هذا البيت يعتبر فريد من نوعه من خلال الرؤيه الوصفيه فيه ..
فكلمة ليه البعض بدون هدوم ..لايقصد بها الشاعر المعنى الحرفي لعدم وجود الملابس ..على اصناف من الناس .. ولكنه يقصد الحاله التي وصل لها هؤلاء الناس
من التعري عن الكثير وعدم ملك القليل الا وهي الملابس ..
تعبت أقول في نفسي وليه الخوف من (مريوم)؟
وأنا اللي لو ينازلني قوي الباس نازلته
اوضح شاعرنا مايقصده من كلمة مريوم ..فلم يجعلنا نفكر كثيرا حيث في النهايه نقول المعنى في بطن الشاعر وهو اسم اطلقه على الدنيا وكان لزاما عليه ان يجعله على القافيه ..حيث انها قيدا على الشاعر يجب عليه الالتزام به ..
وكنت أضيق لاغابت وأحس أني طفل محروم
فقد اللي بحنان الكون حببتة ولعبته
تعبت أناظر بعيني وأحسب اللي أرى مفهوم
وأثاري العين خداعه تشوه كل ماأبصرته
أدرك شاعرنا بأن ماكل مايراه يكون حقيقي ..وبالمعنى المفهوم له ..
حيث أن العين خداعه وربما تغير كامل الحقيقه ..
تشبيه جميل وواضح جدا لمعنى أن الإنسان ينخدع أو ربما يخدع نفسه بما يريده هو ويحبه .. وفي لحظه يعلم أنــه إنــخدع بكل قناعاته ..
وأنا ماني مثل بعض العرب في فكره المسموم
يصر برايه الخاطي ولو الفطرة خالفته
في هذا البيت نفى شاعرنا تماماا مايفكر به البعض من افكار مغلوطه يتبناها ولا يدرك خطرها على المجتمع ..حيث انه اطلق عليها مسمومه ..والسم كما هو معروف قاتل ويقضي على الأرواح ..بلا رحمه
ومن العجيب أن صاحب هذا الفكر يتمسك به رغم معرفته المسبقه بخطأه ولكنه تأخذه العزة بالاثم ..
تعبت وماتعبت نفسي تحملني ذنوب ولوم
يموت أحمد ولايلقى إجاباته لأسئلته
هنا إعترف الشاعر بأن مايقوم به اتعبه جدا ولكن النفس التي بين ضلوعه
لم تتعب لكثرة ماتحمله من هموم ومتاعب مما رات من الحياة وآلامهاا
إلا يالله تغفر لي قبل لاتاصل الحلقوم
ترد النفس عن طول الأمل وأبليس ووسوسته
ختامها كان مسك ..فقد رجع شاعرنا للطريقة المعتاده لخاتمة اي قصيده
فيها من العظه والحكمه الكثير .. وهي ذكر الله وطلبه القوي للغفران
وإحساسه بأن كل ماقاله في هذه القصيده عباره عن وسوسه سمعها من عدووه
الا وهو ابليس اللعين ..ابعدنا الله واياكم عنه وعن شروره ..وغفر لناا جميعا
في الختام أشكر الشاعر:
~..~احمد الخالدي ~..~
كثيرا على هذه القصيده الفريده من نوعهاا
والتي أثبتت لنا مدى شاعرية هذا القلب الذي يحمله بين ضلوعه ..
أبعده الله من آلاآم والأحزان .. وكل مايكدر الفؤااد ..