هآرتس: السعودية تضغط على الحريري كي يرفض نتائج التحقيق الدولي في اغتيال والده
نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يوم الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الاول عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن المملكة العربية السعودية كثفت ضغوطها على رئيس الوزارء اللبناني سعد الحريري كي يقبل حل وسط مع حزب الله ويرفض نتائج التحقيق الدولي في اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005.
وحسب الصحيفة، سيعد حزب الله في المقابل بضمان أمن الحريري، وبالامتناع عن أي نشاطات عسكريةسافرة،كما سيسمح للحريري بالحفاظ على جهازه الأمني الخاص.
وأضافت الصحيفة أن هذه الضغوط تأتي في إطار المساعي السورية السعودية من اجل معالجة الأزمة السياسية في لبنان، وان انضمام الرياض الى الجهود السورية لإقناع الحريري بقبول حل وسط مع حزب الله، يزيد من فرص نجاح هذه الجهود بشكل ملحوظ.
الا أن الحريري لم يرضخ للضغوط السورية السعودية حتى الآن، حيث نفى مكتبه الإعلامي الاسبوع الماضي، ما نشرته صحيفة "الديار" اللبنانية حول تخليه عن المحكمة الدولية. وكانت "الديار" قد نقلت عن زوار الحريري أنه قرر التخلي عن المحكمة الدولية من أجل مصلحة البلد، وان الحكومة اللبنانية سوف تراسل الأمم المتحدة للعمل على سحب القضاة اللبنانيين وإلغاء بروتوكول العمل مع المحكمة الدولية ، وهو ما وافق الحريري عليه، اضافة الى ان الحريري سيكون الى جانب المقاومة عند اتهامها، ولن يكون مع المحكمة الدولية واستمرار عملها. ونسبت الصحيفة الى الحريري قوله: "لقد ضحيت كثيراً ولا استطيع اكثر من ذلك".
هذا وسافر الحريري يوم الاثنين الماضي الى نيويورك للقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يتلقى العلاج هناك. ورجحت الصحيفة أن المساعي السورية السعودية في الشأن اللبناني التي تباطأت مؤخرا بسبب مرض الملك السعودي، قد استأنف وتكثفت.
وأضافت "هآرتس" ان الحل الوسط المقترح، يتضمن تخلي الحريري عن مطلبه بقيام محكمة دولية بالتحقيق في اغتيال والده، وسيتعين عليه الإعلان عن رفضه لعمل المحكمة.
وفي المقابل سيساعده حزب الله في مساعيه الهادفة الى نزع السلاح عن الجماعات الفلسطينية التي تنشط خارج المخيمات الفلسطينية في البلاد، علما بان حزب الله نفسه يرفض إلقاء السلاح.
الاسد للجانب السعودي: إذا أردتم أن يبقى لبنان قوياً، يجب أن يرفض القرار الاتهامي
نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية عن مصادر مطلعة ان الرئيس السوري بشار الأسد قال إن المسعى السوري ـ السعودي وصل الى نتائج شبه نهائية، "ولكن حصل تأخير في الإعلان عنها بسبب مرض الملك عبدالله واضطراره الى السفر الى الولايات المتحدة للمعالجة".
وكشفت المصادر لـ"السفير" أن الأسد أبلغ الجانب السعودي خلال "المفاوضات المضنية" معه: "إذا أردتم أن يبقى لبنان قوياً، يجب أن يرفض القرار الاتهامي ويجب ان نعمل سوياً على منع صدوره".
واضافت الصحيفة أن الاسد كان يتجنب خلال الاتصالات الهاتفية التي كان يجريها مع الملك عبدالله، للاطمئنان الى صحته، الخوض بشكل مباشر في المسائل المتصلة بمشروع التسوية للأزمة اللبنانية الراهنة، خشية من التنصت الامريكي، وهو كان يخاطب الملك بـ"الشيفرة" متى أراد أن يبلغه فكرة سياسية او اقتراحاً معيناً.