تجددت المواجهات العنيفة ليلة 26 على 27 ديسمبر/كانون الأول في ولاية سيدي بوزيد في وسط تونس، وذلك على خلفية احتجاجات على تفشي البطالة، مما اسفر عن اصابة شخص بالرصاص ووقوع خسائر مادية جسيمة، حسب مصادر في النقابات التونسية.
وقال النقابي المنجي الرنيمي لوكالة الأنباء الفرنسية ان مئات المتظاهرين خرجوا في مدينة السوق الجديد على بعد 15 كيلومترا جنوب سيدي بوزيد التي تشهد اضطرابات منذ اكثر من اسبوع على خلفية مستويات البطالة المرتفعة.
واضاف انه شاهد رجال الحرس الوطني يطلقون النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين طوقوا مركز البريد واحرقوا مقر بلدية تلك المدينة التي يبلغ سكانها 19 الف نسمة.
وفي مدينة الرقاب (37 كيلومترا جنوب شرقي سيدي بوزيد) دارت مواجهات عنيفة بين نحو ألفي متظاهر والشرطة خلال أكثر من 6 ساعات مخلفة خسائر مادية جسيمة، بعدما أضرم محتجون النار في المقرات الحكومية وهشموا واجهات المتاجر. وذكر النقابي كمال العبيدي أن شباناً يطالبون بحقهم في العمل أضرموا النار في مصرف ومحكمة ودمروا مقهى يملكه أحد أعيان حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم.
هذا وامتدت التظاهرات في تونس الى منطقة بن قردان، قرب الحدود مع ليبيا.
وتظاهر يوم الأحد مئات من شباب بن قردان، وجابوا شوارع المدينة رافعين شعارات تطالب بتوفير فرص العمل لخريجي الشهادات العليا.
وحاولت قوات الأمن منع المسيرة لكنها سمحت بها لاحقاً. ولم تسجل أي أعمال عنف خلال المظاهرة، وقدر نقابيون عدد المتظاهرين بنحو 800 شخص، وحذروا من أنهم سيصعدون احتجاجاتهم في حال عدم الاستجابة الى مطالبهم بجدية.
وكان مئات التونسيين قد تظاهروا في العاصمة تونس يوم السبت احتجاجاً على البطالة وتضامناً مع أهالي سيدي بوزيد. هذا وتشهد ولاية سيدي بوزيد اضطرابات اجتماعية منذ 19 ديسمبر/كانون الثاني بعد يومين من محاولة انتحار بائع متجول (خريج جامعي عاطل عن العمل) احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربته التي يستخدمها لبيع الخضر والفواكه في مدينة سيدي بوزيد.